محمد المدير العام
عدد المساهمات : 349 تاريخ التسجيل : 08/10/2009 العمر : 48
| موضوع: قبلها من رأسها إلى قدميها فاضت دموعها على وجنتيها الأربعاء 21 يوليو 2010 - 10:01 | |
| رنَّ المنبه .. إنها الساعة السادسة صباحاً هذا ما وقتته المدرسة أسماء , أمُّ لثلاثة أولاد وبنت . أقيضت محمد .. حسن .. خوله النائمين معها في الحجرة . ثمَّ ذهبت لإيقاظ ابنها عبد الله في حجرته الخاصة أمعنت النظر في وجهه الذي بهرها نوره فقبلت وجنتيه إنه يشبه أباه , أسأل الله أن يحميك يا ولدي لتخفف عبء الحياة كم أتعبني . تذكرت يوم قبل عشر سنوات . في الحصة الثالثة من يوم الثلاثاء شهر كانون الأول وهي منشغلة في شرح درس لأحد الصفوف الثانوية إذا الباب يطرق, فتح الباب . المديرة ! يريد بعض الرجال التحدث إليك , استأذنت الطالبات . في الإدارة نعم أنا أسماء , قال أحدهم : لا أدر كيف أبدأ الكلام السيدة أسما يا أم عبد الله قال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) قُتل زوجك صباحاً لتصديه لبعض الجنود لبعض الجنود الصهاينة الذين حاولوا التوغل في أعماق غزة قتل أحدهم فانهمر الرصاص عليه فأردوه قتيلاً صباح الخير يا أمي صباح الخير يا ولدي نهض مقبلاً يديها ووجنتيها بدل ثيابك وتعال لتناول الإفطار على مائدة الإفطار محمد من الصف السادس ... حسن الصف الثامن أما خوله من الصف العاشر بعد الإفطار ذهب كل إلى تعليمه بقي عبد الله وأمه يحدثها بما تعانيه الجامعة بسبب الحصار غزة كلها تعاني يا بني من نقص حتى لأبسط متطلبات الحياة أين المنظمات الإنسانية نحن إرهابيون وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر يا عبد الله جميع العاملون في مؤسسات الدولة قد لا يتقاضوا الأجر واجب علينا أن نعمل لأجل غزة لو من غير مقابل , دار حديث وحديث صمت عبد الله ما بالك يا عبد الله أريد أن أحدثك بأمر أخشى عليك من الحزن وعدم موافقتك عليه تكلم يا أم عبد الله يا أسماء ذات النطاقين وجهان وجهان لعملة واحدة إن تغير الزمان والمكان وقع الاختيار عليَّ لتنفيذ عملية بحيفا ربحت بهذا أمنيتي مقاتلة الصهاينة مغتصبي أرضي قتلة والدي فلم يطمح الحجاج بصلبي على الشجرة وأنا لن أترجل عن صهوة الشهادة حتى ألقى الأحبة أبي وصحبه . الصاعقة على مسمع أسماء صرخت ... بكت ... ضمته إلى صدرها بني لا تدعني وحيدة أنا أشد حاجة إليك من أجل أحوتك أما يكفيني رحيل والديك تذكرت قول ولدها في بادئ الأمر أسماء يا أم عبد الله يا ذات النطاقين تذكرت ما قالته أسماء لأبنها عبد الله بن الزبير ( الشاة المذبوحة لا يهمها السلخ أنا أسماء أسماء جاء على خلدها قول الخنساء لما قتل أولادها الأربعة ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ) مسحت دموعها عن وجنتيها صبراً جميلاً والله المستعان يا عبد الله سأتركك ما تبغي وتنال شرف الشهادة شرط أن تودعني قبل ذهابك للعملية أسماء رأت جثة ولدها بعد قتله ولكنني لن أراها عاهدها قبلها من رأسها إلى قدميها فاضت دموعها على وجنتيها في المساء عبد الله مرتدي الحزام الناسف الذي سيفجره وسط الغزاة واقفاً أمام أسماء نظرت إليه آه الحزام الناسف كفن ولدي فلذة كبدي آه كم أكرهك أيها الحزام وأمقتك ماذا أفعل هل أنا أم ُّ؟ أأمزقك ؟ لو كنت أمّاً ماذا تفعل لم تعلم ما عانيت وصبرت في تربيته أرعاه شبراً شبراً وعند أوانه حان قطافه أحسدك لأنك أخر من تراه كم تمنيت أن تكون واقياً للرصاص أو رداء تحميه من شدة البرد فجأة انتفضت أسماء إذا أسماء أسماء أغضب يا عبد الله أغضب ... إن لم تغضب قل متى تغضب أغضب اغتصبوا أرضنا ... هتكوا عرضنا ... هدروا دماءنا ... عاثوا فساداً بمقدساتنا قتلوا أولادنا إذا لم تغضب قل لي متى تغضب يا بني إن الجهاد أوجب أغضب تنال ما ترغب أنا ما غيرني الزمان والمكان ... أذهب ... وأغضب ... امتطي صهوة الجهاد فالخيل تصهل قوافل الشهداء تكلل ... لم تتعب أغضب يا عبد الله أغضب دنت منه وربت على كتفيه قائلة : نحن لم نخلق لنحبس الرجال بل لنلد الأبطال الساعة العاشرة صباحاً أعلن التلفاز الإسرائيلي خلال القنوات الفضائية انتحاري فجر نفسه وسط جموع من الجنود الصهاينة عند موقف الحافلات أردى عشرين قتلاً وما يزيد عن عشرين جريحاً بينما أسماء كانت منهكة في شرح بيت للطالبات الصف الثاني الثانوي
نموت لتزهر الأجيال فينا ويضحك في مرابعنا الجمال
الكاتبة البتول طريف العبد الله أخواني الأعزاء لكاتبة هذه القصة قصة !!! وهي أنها لا تستطيع الوصول إلى شبكة الانترنت لنشر قصتها وقد كتبت أكثر من قصة سوف أقوم بنشرها على منتدانا لاحقاً طبعاً بعد موافقتها ويجب أن تعلموا أنني أعجبت جداً بكتابة هذه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها الرابعة عشر ربيعاً ويبقى رأيي بقصتها رأياً شخصياً وهنا أريد أرائكم الجادة والناقدة وأنا سأقوم بدوري بإيصال آرائكم إليها كما هي وأتمنى أن نقوم جميعاً بتشجيع هذا الموهبة كي نراها في المستقبل كاتبتاً متألقة وشكراً لاهتمامكم.... | |
|